لا يخفى على كل متابع للدوريات الأوروبية بشكل عام وللكالشيو بشكل خاص مدى التنافسية في دوري ملوك الدفاع هذا الموسم.
فبعد فوز نابولي علي الإنتر مساء الإثنين وتصدره للسيريا أ ، تكون صدارة الكالشيو قد تغيرت بين أربعة فرق في 14 جولة فقط هذا الموسم ، فبعد مفاجأة فيورنتينا في بدايته بلعبه الجميل جاء روما جارسيا ليفتك الصدارة مستغلا تألق نجومه كالبوسني بيانتش والأيفواري جيرفينيو والعربي المصري صلاح ، ولكنه سرعان ما فقد الصدارة لصالح إنتر مانشيني الذي إستطاع تكوين فريق بمنظومة دفاعية مميزة لم تستقبل إلا 9 أهداف هذا الموسم .
إنتر مانشيني لم يستمر طويلا في الصدارة لأنه إصطدم بفريق يرشحه أغلب المحللين للعب دور البطولة هذا الموسم ألا وهو نابولي ساري الذي ورغم بدايته السيئة ، الا انه إستفاق وكون فريقا يبدو مخيفا في صورة تحقيقه 29 نقطة في 11 جولة وتسجيله 21 هدفا مقابل إستقباله 3 أهداف فقط هذا عدا فوزه على جميع فرق القمة بإستثناء روما الذي لم يلعب له بعد .
وتصور أخي القارئ أننا لم نفتح بعد سيرة عملاقين إستهلا المنافسة بنتائج مخيبة لعشاقهما لكنهما وككعادة الكبار تعافيا بسرعة وأصبحا يقتربان ببطئ من مراكز القمة ، العملاق الأول وهو أنجح فرق إيطاليا محليا فريق ” السيدة العجوز ” يوفنتوس وبعد بداية هي الأسوأ له في تاريخه تمكن من العودة مؤخرا بقيادة مدربه المحنك ماكسمليانو أليجري والذي يبدو أنه إستطاع أخيرا تخطي عائق رحيل ثلاثة من أبرز نجوم الفريق وهم المايسترو أندريا بيرلو والأباتشي كارلوس تيفيز والمحارب التشيلي أرتورو فيدال ليحقق 4 أنتصارات متتالية مكنته من القفز للترتيب الخامس بفارق 7 نقاط عن المتصدر.
العملاق الآخر هو أكثر فرق إيطاليا تحقيقا للبطولات الخارجية ألا وهو الروسونيري اي سي ميلان عانى بشدة من تذبذب النتائج في بداية الموسم في ظل وجود مدرب جديد وهو الصربي ميهايلوفيتش والذي كان علي قاب قوسين أو أدنى من الإقالة من عراب الفريق سيلفيو برلسكوني عقب الخسارة من اليوفنتوس في تورينو إلا أنه إنتفض بقوة أمام سامبدوريا محققا فوزا عريضا إجتمع فيه الأداء مع النتيجة مما أعاده للمنافسة علي قمة الكالتشيو .
منافسة محمومة للغاية يشهدها الكالشيو هذا الموسم ذكرت عشاقه بسنوات مجد دوري الطليان حينما كان البطل غالبا ما يتحدد في الأنفاس الأخيرة للكالتشيو بينما منتقدوه يصفون حالة المنافسة الشرسة هذا الموسم بضعف عام مستشري بين جميع الفرق بعد هبوط مستوى يوفنتوس والمهيمن علي الكالتشيو في الأربعة سنوات الأخيرة.
يستشهد هؤلاء بالنتائج المخيبة لبعض فرق الطليان كروما ولاتسيو في المنافسات الأوروبية والتي ظهر فيها فارق المستوى جليا بين فرق الكالشيو ونظرائهم الألمان والأسبان ما عدا اليوفنتوس الذي يبدو أنه أصبح متشبعا بالخبرة الأوروبية ولم يعد دور المجموعات يمثل عائقا له كما كان في أيام كونتي .